نرحب بكم في موقع الماحوز - مجلة مناسبات

 

العدد الثالث ( الامام الحسين

العدد الثاني (مولد سيدة النساء )

العدد الأول ( عيد الغدير )

 

العدد الخامس ( الامام المجتبى )

العد الرابع ( مولد المنتظر (

 

مجلة مناسبات تصدر عن شباب الماحوزفي مناسبات مواليد أهل البيت

العدد الأول

17 ذو الحجة 1400 هجرية - 23 مارس 2000 ميلادية

عيد الغدير

كلمة العدد

الأعياد الدينية والوطنية لها أهمية كبرى عند الأمم ،وتهتم بها بمقدار تلك المناسبة من طقوس دينية وشعبية ،وأصول وقواعد تنسجم مع ذلك العيد .

ومناسبة عيد الغدير كانت ولا تزال ذات أهمية عظيمة عند الله تعالى وعند رسوله وأهل البيت (عليهم السلام) وبقية المسلمين . أما الأهمية عند الله تعالى ،فهو يوم توج الله فيه علياً بالخلافة والولاية ،ونزل جبرئيل من عند الله مهنـئاً بالتتويج بقول عز من قائـل : ( اليوم أكملت لكم دينكم ،وأتممت عليكم نعمتي ،ورضيت لكم الإسلام ديناً ) .

وقد روي عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه قال : قال رسول الله (ص) : يوم غديرخم أفضل أعياد أمتي ،أمرني الله (تعالى ذكره) بنصب أخي علي بن أبي طالب (ع) علماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين ،وأتم على أمتي فيه النعمة ،ورضي لهم الإسلام ديناً .

واقتفى الأئمة الطاهرون (ع) نهج جدهم الرسول الأعظم في تعظيم هذا اليوم وكثرة الإهتمام به ،كما روي عن فرات بن أحنف عن الإمام الصادق (ع) قال قلت : جعلت فداك ،للمسلمين عيد أفضل من الفطر

والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال فقال لي : نعم ،أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) علياً للناس علماً وأنزل فيه ما انزل وكمل فيه الدين وتمت فيه النعمة على المؤمنين .

قلت:فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟ , فقال (ع) هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له, وسرور لما منّ الله به عليكم من ولايتنا ,فإني أحب لكم أن تصوموا.

وإننا نعتقد أن الاهتمام بهذا العيد أولى من بقية الأعياد ،وإقامة الاحتفالات في هذه المناسبة السعيدة أحرى من أية مناسبة أخرى .لأن المناسبة مهمة جذاً وتسترعي العناية والرعاية أكثر وأكثر .

نـــــزول العذب

انتشر خبر واقعة الغدير ،وشاع في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ،فأتى رسول الله (ص) ، على ناقة له حتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها فقال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ،وأنك رسول الله فقبلنا ،وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ،وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبـع ابن عمك ،ففضلته علينــا

وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل ؟ فقال : والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارةً من السماء أو إئتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها – راحلته – حتى رماه الله تعالى بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، فأنزل الله عز وجل : (سأل سائل بعذاب واقع ،للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج ) .

قضية يــــوم الغديـــر

يوم الغدير هو يوم الولاية ، ولهذا اليوم معنى يتصل بالخط الاسلامي الذي يؤكد على قضية القيادة و الولاية ، كأساس من أسس توازن المجتمع الاسلامي وصلاحيته وصحة مسيرته .

ولهذا كانت الآية الكريمة التي نزلت على الرسول (ص) في يوم الغدير بعد رجوعه من مكة بعد حجة الوداع ، تؤكد عليه ان يبلغ هذا الامر . فجمع رسول الله (ص) المسلمين في مكان يقال له (غدير خم) ورفع يده بيد علي (ع)حتى بان بياض ابطيهما وقال (( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من

عاداه ، وادر الحق معه حيثما دار )) لقد كان النبي (ص) يريد ان يؤكد من خلال هذه الكلمات على أن ولاية علي(ع) كولايته (ص) ،وان علياً(ع) يمثل الحق على نحو لا يبقى هناك للباطل أي دور في حياته ، ولهذا فإنه اذا انطلق ، فسينطلق الحق معه ، واذا وقف فسيقف الحق معه ، واذا حارب فسيحارب الحق معه ، واذا عارض فسيعارض الحق معه ، لأنه لن ينفصل عن الحق ، ولن ينفصل الحق عنه في أي مجال .

وهناك نقطة نود اثارتها وهي اننا عندما نتحدث عن يوم الغدير فاننا لانريد ان نتحدث عن حكاية للتاريخ ، لكي يتحدث المتحدثون من خلال ذلك ان هذه قضية انتهت

بل إن قضية يوم الغدير والإمامة ليست شيئا يعيش في التاريخ ليتجمد فيه وانما هو شيء يتصل بنا ليكون السؤال الذي نتمثله الآن :

من هو الذي ننهج كل فكره ؟ من خلال أنه فكر الإسلام ومن هو الذي نتمثل روحيته ، من خلال أنها روحية الإسلام؟ إن قضية امامة علي (ع) هي قضية الارتباط بخط علي .. وبفهم علي للاسلام .. وبحركيته في سبيل الاسلام ، لنكون امتدادا له في حركية الاسلام التي انطلقت منه . تلك هي الفكرة التي تجعلنا نرتبط بعلي الخط .. وبعلي الاسلام .. وبعلي الرسالة .

نــص الغديـــر (شعر)

وقد علمت بأن النـــــــــــــص بلغه   

   يوم الغدير رسول الواحد الأحد

وأوقف الركب فــي ذاك المكان وقد    

  قام النبي به يدعـــــــــــــــــوا لذي الرمد

من كنت مولاه فلا مـــولى إليه سوى   

   هذا الذي تنظـــــــــــــــــروه عاليا بيدي

تقارب النور مــــــــــــن طه ونائبه    

  وقيل يا شمس عـــــــــن واديهما ابتعدي

وأدخلوه عروس العهــــــــد مبتهجا      

في خيمة النصــــــــر بين السعد والحسد

يا خيمة العهد فيـــك المرتضى عمد    

  لقد رجحت سجــــــــــاف العرش بالعمد

بخٍ بخٍ وعظام الـــــــــــــدهر واقفة      

لديك ما بين مذهـــــــــــــــــــول ومرتعد

بخٍ بخٍ وأبو حفـــــــــــص يداه على

     يديك شدت وهــــــــــــزت مرفق العضد

ساد الورى والنبي الطــــــهر سوده     

 بأرث حلم وعلــــــــــــــــــم واسع الأمد

فتى كذا سمة الســـــــــادات في يده      

لأي شــــــــــــــــــيء بأرض الله لم يسد

 

 

العدد الثاني

20 / 6 / 1421 هجرية - 19 / 9 / 2000 ميلادية

 مولد سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء (ع)

موضوع العدد

في ظلال الرسول الأكرم ( ص ) خاتم النبيين وبين أحضان خديجة الكبرى (رض) أم المؤمنين في أرض مكة الطاهرة وفي العشرين من جمادي الآخرة وُلِدتْ بضعة الرسول الزهراء البتول . بنت النبي المختار زوج الوصي الكرار أم الأئمة الأطهار . سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، والدة السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين .

سمّاها الرسول ( ص ) (( فاطمة )) وقال: ( إني سميت ابنتي فاطمة لأن الله عزَّ وجل فطمها ومن أحبها من النار ) .

وبالنظر لحلول ذكرى ولادتها عليها السلام فقد أصدرنا هذا العدد ليتناول بعض جوانب حياتها وشخصيتها حتى يذكرها الأب حين يذكر كيف قام رسول الله (ص) بتربيتها ورعايتها كأفضل ما تكون التربية والرعاية. وتذكرها الأم حين تذكر ما قدمت للعالم من أئمة أبرار معصومين , فتربى أبنائها على نهجهم وسيرتهم. وتذكرها الزوجة الصالحة حين تذكر حياتها مع أمير المؤمنين (ع) فتتخذها مثلا. وتذكرها الفتاة المسلمة فتتخذها قدوة لها في العفاف والطهر والنزاهة والفضيلة .

 

الزهراء وعبدها

كان الشيخ عبد الزهراء الكعبي عجيباً في شخصيته الإيمانية وقد امتاز عن غيره في صفات حسنة كثيرة. دعته شجاعته أن لا يتردد في قول الحق ومعارضة البعثيين في العراق ورغم أنهم سجنوه وعذبوه لم يتراجع عن مسيرته.

وأخيراً سقاه أحد المدسوسين الخونة فنجان قهوة مسمومة قبل ارتقائه المنبر في صحن حرم العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك في يوم استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) ، فما أن بدأ خطابته على المنبر حتى استولى علية الضعف فأنهى خطابة بسرعة وطلب ماءً ولكنة فارق الحياة قبل أن تصل إلى شفتيه قطرة منة، فاقتدى بذلك شهداء الطف الذين قتلوا في سبيل الله مع سيدهم العطشان الحسين (علية السلام).

والغريب جداً أن الشيخ عبد الزهراء ولد سنة(1339) الهجرية يوم ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فسماه أبوه بـ(عبد الزهراء) ، واستشهد أيضا سنة (1393) في يوم شهادة السيدة فاطمة الزهراء. وبين هذه الولادة والشهادة كان عالماً للدين وخادماً للمنبر الحسيني وموالياً لفاطمة الزهراء بنت خير الأنبياء محمد (صلى الله عليه واله).

 الحجاب سعادة

الى الاخت المسلمة : ان الحجاب هو الحرز الآمن الذي يحرسك من الفساد والمفسدين ، ويصونك من الشقاء والاشقياء وهو الحصن المنيع الذي يمنع عنك السوء وأهله .

ان قيمة المرأة بدينه وعفافها ، وان الحجاب هو المفتاح الذهبي لذلك ، فعليك أن تلتزمي به .

ان السفور ابتذال وانحطاط.. فإياك منه وان الحجاب سمو وجمال وهيبة ووقار فعليك به .

إن الطريق الى الله يمر عبر الحجاب ، فإياك ان تنحرفي عن هذا الطريق فتخسري رضوان الله وجناته .

ويجب عليك ان تتستري بالستر الاسلامي الذي اوجبه الله عليك انسجاما مع طبيعتك وشخصيتك ، لا ان تكشفي عن محاسنك ومفاتك للرجال كالسلعة التي تعرض في الاسواق والمحلات.

ولا تظهري بالمساحيق وأدوات التجميل الا في بيتك ، لزوجك ومحارمك … وحذار حذار أن تستعمليها عند الخروج من البيت فإن ذلك يعرضك للخطر والنظرات الخائنة ، ويجلب عليك غضب الله ولعنته.

وتجنبي الاختلاط ولا تصافحي الرجل الاجنبي حتى لو كان ابن العم او ابن الخال … وقولي بان ديني وربي يمنعني عن هذا . واخيرا فان عليك ان تكوني فخورة بالحجاب لانك تطيعين الله (وما عند الله خير وابقى ).

سيري لمجدك تحت ظل عفاف

يسمو بك لمراتب الاشراف

ودعي التبرج والسفور ففيهما

سر السقوط ومنتهى الاسفاف

 

 

الزهراء عليها السلام في كلمات حفيدها الخميني

إمرأة هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية.. إمرأة لا يفي حقها من الثناء كل منْ يعرفها مهما كانت نظرته، ومهما ذكر، لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم. فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّه. ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها. إذن فمن الأَولى أن نمر سريعاً من هذا الوادي العجيب.

خطبت الصديقة فاطمة الزهراء خلال الفترة الوجيزة التي عاشتها بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خطبتين حماسيتين أمام غاصبي الخلافة وفدك. وطبقاً لما أفاده التاريخ وما تضمنته كتب الحديث، كانت خطبتها الأولى في مسجد النبي موجّهة إلى المسلمين الحاضرين. وخطبت خطبتها الثانية وهي على فراش المرض الذي توفيت فيه؛ وكان خطابها موجّهاً إلى نساء المهاجرين والأنصار اللاتي جئن لعيادتها. وقد تضمنت الخطبتان قضايا مهمة، منها الدفاع عن حريم ولاية علي بن أبي طالب، والمطالبة بإعادة فدك التي أهداها نبي الإسلام إلى بضعته في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، والعدالة الاجتماعية، والتعريف بمظلوميتها، وتوعية الناس بحقيقة ما كان يجري.

 

 

علّمينـا

علّمينـا فقـد سئمنـا الهـوانــا

كيـف يرقـى إلـى عـلاك مـدانـا

علمينــا فقـد تهــاوى علانـا

وكبــا المجـد صاديــا ظمــآنـا

يا ابنة المصطفى وغرس المعالـى

وصـدى الحـق فـي ضميـر سمـانا

لك فـي خاطـر المحبـيـن يـوم

ملك القلـب منهـم والجنــانـــا

كــم وقـفنــا عليـه نستـلهـم

الذكرى ونُحيـي شـروقـه مهرجـانـا

ونفــدّيـه بالنفـــوس إذا مـا

أمــل البغــي أن يهـض ولانــا

يتباهـي بـك الوجــود ولـم لا

حيـث لـولاك مـا استقـام وكانــا

يا ابنة المصطفى وحسـب منانــا

أن يـرى عنـدك الـولاء مكــانـا

يـا ابنـة المصطفـى ستبقين درباً

يهـب السائريــن فيـه الأمـانــا

وستبـقى ذكـراك في مسمع الدهر

نـشيــداً حلــو البيـان مصانــا

فزكـت بـذرةً وطابـت جـذوراً

واشرأبت عبــر المـدى أغصـانـا

 

 

 العدد الثالث

مولد الامام الحسين عليه السلام

كلمة العدد

ونلتقي بكم من جديد أيها الأحبة مع هذه المناسبات العطرة والذكريات الجميلة التي ملئت بيوتات آل النبي(ص) بالفرح والبهجة والسرور وبقيت على مر التاريخ تقدم للأجيال من عطائها الزاخر النقي الذي لا ينضب . ونحن إذ نحتفل في هذه الليالي المباركة بمولد ثلاثة من أبطال الاسلام العزيز وهم :

سيد شباب الجنة الامام الحسين (ع)

زين العابدين الامام علي بن الحسين (ع)

قمر بني هاشم العباس بن علي (ع)

فإننا نتقدم إليكم بهذا العدد الجديد من مناسبات إسلامية لنقرأ بعض من سيرتهم (ع) حتى نجد أن العنوان الذي كان يحكم سيرتهم (ع) هو عنوان نشر الإسلام المحمدي الأصيل والدفاع عنه والإصلاح في الأمة ، الإصلاح الفكري في مواجهة الانحراف الفكري، والإصلاح الاجتماعي في مواجهة الانحراف الاجتماعي والإصلاح السياسي في مواجهة الانحراف السياسي. وكل ذلك من أجل أن نستخلص الدروس والعبر التي نجعل منها خطا ومنهجا نسير عليه في حياتنا

 

صوت الحسين (ع)

 

لقد كان أصحاب الإمام الحسين (ع) من عشائر تتوزع على مجمل الجزيرة العرية، وكانوا - قبل أن يجتمعوا في كربلاء - متفرقين حتى في خطوطهم وانتماءاتهم . ولكن صوت الحسين (ع) هو الذي دعاهم وربطهم بالحقيقة الواحدة وبالرسالة الواحدة، فتوحدوا بالحسين، واجتمعوا على إسمه حتى بعد أن جعلهم (ع) في حل من بيعته، لكنهم شعروا أن البيعة ليست الأمر الذي يربطهم به، إنما الرسالة التي يؤمنون بها من خلال قيادة الإمام الحسين (ع)، والخط الذي يتحركون فيه على أساس إمامته.إنهم توحدوا بالحسين (ع)، وتوحدت مواقفهم ودمائهم وكلماتهم، وتوحد الصدق في عهدهم. وذلك من خلال ما طرحه الإمام الحسين عليهم من شعارات في كربلاء:

1. «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».
2. «لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد».

3. «ألا وإن الدعي ابن الدعي قد تركني بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة».
4. «وإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً».

هذه بعض شعارات الامام(ع)، إلا أنها ليست شعارات المرحلة التي كان يعيش فيها، لتكون المسألة مجرد مسألة غارقة في التاريخ، لكنها شعارات الحياة كلها، وشعارات الإسلام في كل مواقعه.

قالوا في الحسين

* غاندي - الزعيم الهندي:

 لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.

 

* جارلس ديكنز - الكاتب الإنجليزي المعروف:

 إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.

* موريس دوكابري:

 يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

 

* انطوان بارا - مسيحي:

 

لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.

* تاملاس توندون الهندوسي:

هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.

الصحيفة السجادية

تعتبر أدعيه الامام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجادية من أهم الثروات وأكثرها عطاءا في تنمية الفكر الإسلامي، وقد أسماها العلماء بزبور آل محمد أو بإنجيل آل محمد (ص)، وعدّوها بعد القرءان الكريم ونهج البلاغة في الأهمية، وذلك بما حوته من معالم الأخلاق وقواعد الاجتماع، كما أنها تفيض بالعطاء لتربية النفس وتهذيبها بمكارم الأخلاق.ومن الجدير بالذكر أنها احتلت المكانة المرموقة عند الأوساط الإمامية فعكفوا على دراستها وشرحها، حتى تجاوزت شروحها الخمسة والستين شرحاً، ولم يقتصر الاهتمام بالصحيفة السجادية على العالم العربي والإسلامي بل تعداه إلى العالم الغربي، حيث أقبل علماء الغرب على دراستها ، فقد وجدوا فيها كنزا من كنوز العلم والفكر .

( وهكذا نعرف أن الصحيفة السجادية تعبر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الامام اضافة الى كونها تراثا ربانيا فريدا يظل على مر الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب ، وتظل لانسانية بحاجة الى هذا التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلما ازداد

 

كربلاء الخلود

في عام 61 هجرية, حدثت أكبر، مأساة في تاريخ الإسلام، وذلك عندما خرج الامام الحسين(ع) في ثورة لم يكتب لها النجاح المادي وأن ظلت أشعتها المعنوية وأصداؤها تتوالى في التاريخ بشكل ليس له مثيل. إنّ معركة الطف شكلت أحد المفاصل التاريخية للإسلام ، ليس لإنها مواجهة عسكرية استشهادية ضد طاغية من طغاة تاريخ الإسلام فحسب، بل لأنّ هذه الحادثة أوجت في ضمير الأمة الإسلامية روح التحدي، وقبل ذلك تحمل المسؤلية الشرعية في قبال واقع فاسد. وبذلك فتحت كربلاء لكل الثائرين مدرسة يتعلمون فيها، فلقد أثبتت لنا الحادثة العظيمة معاني سامية كثيرة وما زالت أجيال الأمة تستلهم منها العبر والدروس، وذلك لإنها أشتملت على كثير من الأهداف الرسالية التي أستطاعت التعبير عنها كربلاء والوصول اليها بسهولة ويسر. بينما عجزت غالبية الثورات والحوادث في التاريخ أن تبقى حتى في ذاكرة الزمن، فضلاً عن أحداث تغيير فسرعان ما علق بها غبار النسيان، وذلك لأسباب متعددة أهمها إنعدام الإخلاص في تحركها، وابتعادها عن الخط الشرعي

 

أنا أعرفه!!

حج هشام بن عبدالملك بيت الله الحرام، وقد صحبته شرطته، واحتفت به المرتزقة والوجوه والأعيان من أهل الشام، وقد جهد على استلام الحجر فلم يستطع لازدحام الحجاج، وتدافعهم على تقبيل الحجر، ولم يعن أحد بهشام ولم يفسحوا له المجال، فقد انعدمت الفوارق في ذلك البيت العظيم.

ولما أقبل الإمام (ع) ليؤدي طوافه، وبصر به بعض من يعرفه من الحجاج فنادى بأعلى صوته: ((هذا بقية الله في أرضه.. هذا بقية النبوة.. هذا إمام المتقين، وسيد العابدين...))، وغمرت الحجاج هيبة الإمام التي تعنوا لها الوجوه والجباه، وتعالت الأصوات بالتهليل والتكبير، وانفرج الناس له سماطين فكان السعيد من يقبل يده، ويلمس إحرامه، وضج البيت بالتكبير وذهل أهل الشام، وبهروا من هذا المنظر الرهيب، فإنهم لا يرون أحداً جديراً بالتكريم والتعظيم غير الأسرة الأموية، فهي وارثة النبي (ص) والقريبة إليه حسب ما أكد الإعلام الأموي وبادر الشاميون إلى هشام قائلين: ((من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة؟..))، وتميز هشام من الغيظ، وانتفخت أوداجه وصاح بهم: ((لا أعرفه!!..)).

وكان الفرزدق شاعر العرب الكبير حاضراً، فاستيقظ ضميره، واستوعب الحق فكره فاندفع بحماس قائلاً لأهل الشام: ((أنا أعرفه... يا أهل الشام من أراد أن يعرف هذا فليأت … ))، وخف إليه أهل الشام وغيرهم، وقد استحالوا إلى أذن صاغية، وانبرى الفرزدق، وكله حماس لنصرة الحق، فارتجل القصيدة العصماء التي قال في مطلعها:

هـذا سلـيـل حسـين وابـن فـاطمـة

بنت الرسول الـذي انجـابت بـه الظلـم

هـذا الـذي تـعـرف البـطحاء وطـأته

والبـيت يـعـرفـه والحـل والحــرم

هـذا ابـن خـير عـبـاد الله كـلـهـم

هــذا التـقي النـقي الطـاهر العــلم

 

لقد مهد الكيان المجرم الغاصب لفلسطين مرة أخرى، لقسوته ووحشيته، بالاعتداء على حرمة المقدسات، وتدنيس حرم المسجد الأقصى الطاهر، وقتل المسلمين. مضرجاً المسلمين بالدماء، ومطلقاً الرصاص على طفل صغير كان يرتمي في أحضان أبيه، ليرديه شهيداً بين يديه، مكرراً المشاهد الوحشية العدوانية لخمسين عاماً خلت.

وهو يطمح ببساطة في أن يتمكن من إطفاء جذوات الجهاد والانعتاق والنضال الذي لا يستكين من أجل نيل الحق، فارضاً على الدوام نهج التسوية الذليل، ونواياه وأطماعه على المتخاذلين أكثر من ذي قبل.

إن هذه الملحمة قد تحققت بفضل مواصلة شعب فلسطين لجهاده الحق، على يد الأجيال الصاعدة التي تعلمت سبيل الثورة والجهاد، معتمدة على تجاربها القيمة، مبرهنة أنّ جيل اليوم يدرك السبيل الصحيح للنصر وأنه سيطويه بعزمه وإرادته.

إني لأُحيّي شعب فلسطين المظلوم كله، ولا سيما المجاهدين والسائرين على نهج الانتفاضة، وأزفّ لهم البشرى بأن نهضتكم ستحظى يومياً بترحيب أكثر المسلمين ، وأنها ستهزم الغاصبين إن شاء الله تعالى.

 وليّ أمـر المسلمين السـيد علي خامنئي

معجزة عليّ(ع)

فكما كان عليّ معجزة رسول الله. فقد كان العبّاس معجزة عليّ .. و كما تكرّر النبيّ في علي وفي سبطيه، فقد تكرّر عليٌ في العبّاس ... لقد تمسّك بجوهر الدين فأتخذ الدّنيا مزرعة الاخرة، ودار ممرّ لا دار مقرّ.. ولذلك فانّ الموت في سبيل ربّه، كان أسهل عنده من شربة ماء بارد في ذلك اليوم الصائف. ولقد مثل بذلك حلم البطولة في كل مجتمع ممزّق بين الحق والباطل ووعد بالانتصار في كل ..معركة بين الإيمان والكفر.

فالعبّاس بعد اكثر من ألف عام من سقوطه على الأرض، يعود حياً في كل مواجهة بين الحق و الباطل، ليملأ قلوب اهل الحق بقوة العزيمة، و مضاء الأيمان، وصدق النية.

وهو في ساعات التحدي والجهاد يطرق أبواب القلوب ، ليقول للناس: ان من يخسر يديه في سبيل الحق، فسوف يُعوّض عنهما بجناحين يطير بهما في الجنة.. وأن من يخسر بصره في المجابهة مع الباطل، فسوف يُعوّض عنه ببصيرة نافذة، تخترق حجب الأوهام.. و أن من يخسر قمة رأسه، فسوف يتربع -لا محالة- على رأس القمة.. و أن من يخسر حياته في الدنيا في سبيل الله، فسوف يربح حياةً أبدية في جنة الخلد عند مليك مقتدر..

لقد ذهب الجلاّدون و القتلة الى مزبلة التاريخ.. أما العبّاس فقد ازدهرت سيرته، ونمت بطولاته، لتصبح شجرة من نور، اصلها في كربلاء و جذورها تمتد الى كل بقاع الأرض .

 

العدد الرابع

مولد الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف

السنة الثانية - العدد الرابع -15 شعبان 1421هـ

كلمة العدد

)ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض)

( ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)

إذا ألقينا نظرة على التاريخ، نرى تصاعد المذابح والجرائم والإشتباكات والخلافات الدولية ونطالع المشاهد المؤلمة هنا وهناك. ومع ما يحدث من تصاعد لهذه المشاكل والأزمات نجد من يقول أن مستقبل هذا العالم مظلم، ولا سبيل للوصول للعدالة والسلام، هذه هي نظرة المادّيين والمتشائمين ، أما لو نظرنا إلى أصحاب الرسالات السماوية، وخاصة المسلمين، فإنهم يقولون (إنه لا بد لهذا الليل المظلم من صبح أمل يعقبه، وستزول هذه السحب الداكنة، وستصبح السماء مشرقة، والشمس تلمع في السماء، والهدوء يشمل كل شئ …) وإن كنا نرى هذه المفاسد والمظالم في ازدياد، فإنها تمهد الأرضية لثورة تكاملية بالتدريج وإنه عندما يتجاوز الفساد الحدود، فإن رد الفعل سيكون ثورة أخلاقية تغير كل شيء، وعندما يصل العالم إلى طريق مسدود، وتكون العواقب وخيمة، ويصاب باليأس، فإنه سيكون مستعدا لتقبل المبادئ التي يأتي بها القائد الإلهي.

إن جميع الناس في العالم لديهم عشق للعدالة العالمية ومتعطشون للوصول لذلك الهدف ، والكل ينادي ويقول متى يأتي ذلك اليوم الذي تعيش فيه الإنسانية بسعادة وأمان. إن هذا الإحساس الفطري العميق دليل على وجود مصلح كبير يقوم برواء عطش هذا العالم، و إن المسلمين متفقون على أنّ هذا القائد هو من ولد فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويسمى بالمهدي (عج) يظهر في آخر الزمان ليملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا... (جعلنا الله واياكم من جنوده ، ومؤيديه ومن الناصرين له والمستشهدين بين يديه انه سميع مجيب).

 

واشرقت الارض بنور ربها

 

واشرقت معها سماء الدنيا بالوليد العظيم والمصلح الكبير فلقد وُلد بقية الله في ارضه وحجته على عباده رغم انوف الظالمين ، ولد ليكون سيف الله في أرضه وليحكم بما انزل الله ولذا بذل الخليفة العباسي قصارى جهده في البحث عنه ليقـتله ويبطل أقوال آبائه فيه ويدّعي كذبهم ، فعصمه الله منه، وردّ كيد الخليفة إلى نحره فمات بغيضه ولم ينل بغيته.

نعم لقد ولد الإمام في بيت أبيه العسكري الذي أصبح مزاراً مقدساً ومنارة مشعة تُبهر الابصار ولد في تلك الدار التي دخلها جيش الخليفة مراراً وفتشها بكل دقة، فكان من عظيم لطف الله وعنايته به أن اخفى حمله واخفى ولادته كما اخفى ولادة نبيه موسى (ع) ليحفظه من مكائد الجزارين وحكام الجور والباطل كما اخفى وجوده بين عباده ليومٍ موعود تُهشّمُ فيه انوف الظلمة والحاقدين فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله (( لو لم يبقَ من الدنيا الا يوم واحد، لَطَوَّل الله ذلك اليوم، حتى يملك رجلٌ من أهل بيتي، تجري الملاحمُ على يديه، ويظهر الإسلام والله لا يُخلف الميعاد )) .

 

إنتظار الفرج

يقول العلامة المظفر: (( ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي(ع) أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بل المسلم أبداً مكلّف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة. وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). فلا يجوز له التأخر عن واجباته))

فواجبنا في عصر الغيبة وفي انتظار الإمام القائد هو أن نجعل من أنفسنا شخصيات إسلامية واعية، على مستوى مواجهة التحديات المناوئة، وذلك بتعميق الوعي العقائدي، والالتزام بالسلوك الإسلامي الصحيح ، وقد اعتبر الأئمة (ع) التزام المؤمن بإيمانه ومواجهته للتحديات المناوئة في عصر الغيبة جهاداً ونضالاً لا يقل عن جهاد صحابة الرسول الأعظم (ص)، فعن الإمام علي بن الحسين (ع) : (( من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا ، أعطاه اللَّه عزّ وجلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد )). فالمهمة الأساسية للإمام المهدي حين خروجه هي نشر الحق والعدل، وبناء دولة إسلامية عالمية لجميع البشر، فعلى المؤمن أن يقوم بدور التمهيد لإنجاز هذه المهمة الخطيرة، وذلك ببث الوعي الإسلامي الصحيح على أوسع نطاق في العالم، وبتكوين نواة المجتمع الإسلامي الذي يهدف الإمام إلى تحقيقه.

 

 

عصر الظهور

يبدأ عصر الظهور بولادة قاعدة ايمانية مجاهدة ، تتصدى لحمل الرسالة وقيادة الامة ، وتكون ولادتها نتيجة طبيعية لحركة الانتظار التغييرية وقد وصفهم الامام زين العابدين(ع) بقوله ( ان اهل زمان غيبته.. المنتظرين لظهوره افضل من اهل كل زمان .. لان الله .. جعلهم بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) .. اولئك المخلصون حقا ). ان وجود هذه القاعدة تعتبر من اهم المقدمات التي تشارك في تعجيل حركة الظهور فإذا تحققت فعلاً على الارض وشاهدناها في ساحة الصراع الحضاري حينئذ نقطع بدخولنا في عصر الظهور .

من دعائه عجل الله تعالى فرجه الشريف

اللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِها الإسْلامَ وَأِهْلَهُ وَتُذِلُّ بِها النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ وَتَجْعَلُنَا فِيْهَا مِنَ الدُّعَاةِ إلَى طَاعَتِكَ والْقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ وَتَرْزُقُنَا بِها كَرَامَةَ الدُّنْيا والآخِرَةِ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيِّنَا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنَا وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِنَّا عَلى ذَلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَنَصْرٍ تُعِزِّهُ وَسُلْطَانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُنَاهَا وَعَافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسْنَاهَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين

العدد الخامس

الامام الحسن المجتبى عليه السلام

كلمة العدد

في هذا العصر بالذات ما أحوج المجتمعات البشرية إلى إبراز القدوات الصالحة، حيث أن إعلام الحضارة المادية، يصنع ويقدم للناس قدوات زائفة فاسدة للمجتمع ، ولعل من أهم فوائد المناسبات الدينية، التي تهتم مجتمعاتنا بإحيائها، كذكريات مواليد النبي والأئمة من اهل بيته (ع) ، أنها تشكل فرصة ثمينة لتعريف أجيال المجتمع بالقدوات الصالحة، ولتقديم سيرة النبي والطاهرين من أهل بيته، كنماذج للتأسي والإقتداء.

فاحياء هذه المناسبات، تذكير للأمة ، وتوثيق للتواصل بين أبناء الأمة وتاريخهم الإسلامي المجيد، وهي إطلالة على الصفحات المشرقة من سير الأولياء والسلف الطاهر.

وكم هو رائع ان تجتمع هذه الحشود الضخمة من الناس، رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، للاحتفاء بذكرى مولد الامام الحسن الزكي(ع) في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك ، وان يتفاعلوا مع احداث حياته المباركة، ويصغوا الى تفاصيل سيرته العطرة، ليصنع ذلك في نفوسهم زخماً روحياً، واصالة ايمانية، ويجعلهم اقرب الى خط وسلوك اولئك الرجال الالهيين الصالحين، للاقتداء بهم في التزامهم، واستقامتهم الأخلاقية، وتمسكهم بالقيم الفاضلة.

 

لماذا الصلح؟:

حاول البعض أن يتجنى على شخصية الإمام الحسن (ع) من خلال إبرامه معاهدة الصلح مع معاوية، ناسبا إليه حب الحياة وإيثار السلامة على التضحية، ولكن من يرجع إلى التاريخ ويدرس الظرف الدقيق الذي كان يحيط بالإمام (ع) بشكل خاص والأمة الإسلامية بوجه عام يجد أن طبيعة المرحلة تفرض الصلح وأن أي أسلوب آخر ليس سوى تجاوز للحكمة والمنطق. وذلك لأن احتمال النصر أمر بعيد جدا في الحسابات العسكرية، نظرا لما كان عليه واقع الجيش العراقي من التفكك والانهيار ، واختيار الحرب لا تعدو نتائجه عن أحد الأمرين إما قتل الإمام الحسن (ع) ومؤيديه المخلصين ، وإما حمله أسيرا ذليلا إلى معاوية.

فلو قتل الإمام (ع) وخاصته، ما هي النتائج التي ستترتب على ذلك؟.. إنه انتصار لمعاوية طبعا، ولمعاوية حجته، فهو قد تقدم بعرض الصلح وطالب بجمع الكلمة ووحدة الصف وحقن الدماء ولكن الحسن (ع) رفض ذلك وأباه…

ثم إن معاوية كان آنذاك يتمتع بتأييد قطاع من المسلمين لأنه من الصحابة وموضع ثقة عمر وعثمان، والمطالب بدم عثمان… كل هذا وغيرها كان من الممكن أن تجعل له مبررات لأعماله، حتى ولو كان من بينها قتل ابن بنت رسول الله (ص).

إذن، فمقتل الحسن (ع) وبالتالي الحسين معه سيؤدي إلى ذهاب هذا الدم هدرا وسوف لن يترك صدى عميقا في ضمير هذه الأمة المتخاذلة... وإذا لم يقتل الامام(ع) في المعركة فإنه لا محالة سيؤسر، وهناك يتمكن معاوية من إملاء شروطه أو ترك الأمر بلا شروط ولا قيود.

كل هذا كان الإمام (ع) يدرك أبعاده ونتائجه، لذا فضل الصلح كي يحبط مكر ومؤامرة معاوية وكي يخرج من ساحة الصراع ندا عزيزا لا أسيرا ذليلا وليفسح المجال لمعاوية ليظهر على حقيقته أمام الأمة التي خدعت بمظاهره الماكرة.

 

صلح الحسن وثورة الحسين

لم يختلف الاسلوب الحسني في الصلح مع الاسلوب الحسيني في الثورة وذلك لانهما كانا ينطلقان من خط واحد فلقد صالح الامام الحسن(ع) كما صالح الامام الحسين(ع) معاوية وذلك لاسباب لا تخفي على من له دراية بالتاريخ ولقد كان لهذا الصلح أثره الكبير في التمهيد لثورة الامام الحسين(ع) فقد استطاع الامام الحسن(ع) من خلال الصلح أن يكشف عن حقيقة البيت الاموي وأن يدخر الحسين(ع) والصفوة من أهل بيته وأصحابه إلى يوم كربلاء وهذا ما ذكره السيد عبدالحسين شرف الدين بأن (شهادة الطف حسنية أوّلاً وحسينية ثانياً ، لأنّ الحسن(ع) انضح نتائجها ومهّد أسبابها)

 

 

يوم القدس
العالمي

(إني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية أن يتحدوا من أجل قطع يد هذا الكيان الغاصب ومساعديه ، و أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا (يوم القدس) آخر جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام القدر ويمكنه أن يلعب دورا هاما في مصير الشعب الفلسطيني وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم إتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم)..الامام الخميني(رضوان الله عليه)

 

الله أعلم حيث يجعل رسالته

كان الإمام الحسن(ع) ذات يـوم في الطريق ، فصادفه رجل من أهل الشام وكان يكره أهل البيت، فراح يسبّ ويشتُم الحسن (ع) ، وظل الامام ساكتاً لا يجيبه إلى أن انتهى. عندها ابتسم الامام الحسن (ع) وقال بعد أن سلم عليه:

أيها الشيخ أظُنّك غريباً.. إن سألتنا أعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك. فوجئ الرجل الشامي بجواب الحسن، وأدرك -على الفور- أن معاوية كان يخدع الناس ويشيع فيهم عن عليّ وأولاده ما ليس بحق.

تأثر الرجل وبكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، وأن الله أعلم حيث يجعل رسالته، لقد دخلت المدينة وكنتَ أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ والآن أخرج من المدينة وأنت وأبوك أحبّ خلق الله إليّ. ومضى الرجل مع الإمام إلى منزله ضيفا إلى أن ارتحل.

 

من كلماته المضيئة

* أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.

* إذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله.

* يا ابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابدا ، وأرض بما قسم الله تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك تكن عادلا .

 

 

 

 

 

 

 

 

     

 

 

Up
المســاجـد
المـــآتـم
العلمـــاء
حوادث تاريخية
صـــــــور
مجلة شموع الماحوز
مجلة مناسبات
كاريكاتير
مشاركات