|
مولده : ولد الشيخ ميثم البحراني ( قدس سره ) سنة 636 هجرية . موطنه : ينتمي العلامة إلى منطقة الماحوز في البحرين ، و سابقا تسمى ( هرته ) ، وفيها عين تسمى باسم هذه القرية وقد ردمت كما حصل لكثير سواها بعد أن نضبت مياهها ، و يوجد قبر جده ( الشيخ ميثم بن المعلى ) في قرية أخرى من قرى الماحوز ، وهي قرية ( الدونج ) . نشأته العلمية : كانت البحرين في عصورها الذهبية - مزدهرة بالمدارس العلمية التي خرّجت فطاحل العلماء و أنجبت العديد من الفقهاء الذين مازالت تفتخر بهم المنطقة قاطبة ، بل عالم الإيمان أجمع . و لهذا فقد نهل الشيخ ميثم العلم من أساتذة أفذاذ و شب في حوزاتهم الدراسية مكبا على الطلب و التحصيل ، و ذهب إلى العراق سعيا وراء الثقافة فكان ذا عزلة و انصراف إلى العلم مكتفيا بمصاحبة الكتاب و مجانبا مخالطة الأصحاب ، مشتغلا بتحقيق حقائق الفروع و الأصول و حسن التحبير و التعبير . أساتذته : لقد كان أبرز أساتذة هذه الشخصية الفذة ومن أساطين ذلك العصر :-
تلامذته : كان تلامذة الشيخ ميثم مرآة لشخصيته فقد نرى فيمن تتلمذ على يده هم غرة جبين الدهر في الشهرة العلمية في الأوساط الشيعية آنذاك و منهم :-
مؤلفاته : لقد خلف الشيخ ميثم البحراني ( قدس سره ) من المؤلفات البديعة و الرسائل الجليلة مالم يسمح بمثلها الزمان ، ولم يظفر بمثلها أحد من الأعيان نذكر بعضا منها :-
أسلوب علمي في النقد الاجتماعي : و للشيخ ميثم البحراني قصة معروفة مع بعض علماء العراق أنه (عطر الله مرقده) فقد كان في أوائل الحال معتكفا في زاوية العزلة ، مشتغلا في تحقيق الفروع والأصول ، فكتب إليه فضلاء الحلة . . . صحيفة تحتوي على عذله وملامته على هذه الأخلاق وقالوا : العجب منك أنت على شدة مهارتك في جميع العلوم والمعارف ، وحذاقتك في تحقيق الحقائق وإبداع اللطائف ، قاطن في طلول الاعتزال ، ومخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال. فكتب في جوابهم هذه الآبيات ، وهي لبعض الشعراء المتقدمين . قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأصغريه فقلت قول آمري حكيم ما المرء إلا بدرهميه من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه ثم انه ( عطر الله مرقده ) لما علم إن مجرد المراسلات والمكاتبات لا تنقع الغليل ، ولا تشفي العليل ، توجه إلى العراق لزيارة الأئمة المعصومين (ع) وإقامة الحجة على الطاعنين ، ثم انه بعد الوصول إلى تلك المشاهد العلية لبس ثيابا خشنة ، وتزيا بهيئة رثة … ودخل بعض مدارس العراق المشحونة بالعلماء والحذاق فسلم عليهم ، فرد عليه السلام بعضهم بالاستثقال ، فجلس ( عطر الله مرقده ) في صف النعال ، ولم يلتفت إليه أحد منهم … وفي أثناء المباحثة ، وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة كلت عنها أفهامهم … فأجاب ( روح الله روحه ) ، بتسعة جوابات بغاية الجودة والدقة ، فقال له بعضهم بطريق السخرية والتهكم : ( أخالك طالب علم ) ثم بعد ذلك أحضر الطعام فلم يؤاكلوه ، بل أفردوه بشيء قليل على حده … ثم انه عاد في اليوم الثاني إليهم ، وقد لبس ملابس فاخرة ، بهيئة ذات أكمام واسعة ، وعمامة كبيرة ، وهيئة رائعة ، فلما قرب وسلم عليهم قاموا تعظيما له ، واستقبلوه تكريما .. وأجلسوه في صدر ذلك المجلس المشحون بالأفاضل المحققين ، وأكابر المدققين ، ولما شرعوا بالمباحثة والذاكرة تكلم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها عقلا ولا شرعا ، فقابلوا كلماته العليلة بالتحسين والتسليم والإذعان على وجه التعظيم ، فلما حضرت مائدة الطعام بادروا معه بأنواع الأدب ، فألقى الشيخ ( قدس سره ) كمه في ذلك الطعام .. وقال : ( كل ياكمي ) فلما شهدوا تلك الحال العجيبة أخذوا في التعجب و الأستغراب ، واستفسروه ( قدس سره ) عنى معنى هذا الخطاب ، فأجاب ( عطر الله مرقده ) : بأنكم إنما آتيتم بهذه الأطعمة النفيسة لأجل أكمامي الواسعة ، لا للنفس القدسية اللامعة و إلا فأنا صاحبكم بالأمس ، وما رأيت تكريما ولا تعظيما ، مع أني جئتكم بالأمس بهيئة الفقراء و سجية العلماء ، و اليوم جئتكم بلباس الجبارين ، و تكلمت بكلام الجاهلين ، فقد رجحتم الجهالة على العلم ، و الغنى على الفقر ، و أنا صاحب الأبيات في أصالة المال ، و فرعية صفات الكمال .. فاعترف الجماعة بالخطأ ، و اعتذروا بما صدر منهم من التقصير في شأنه قدس سره … ) . إن الشيخ ميثم ( قدس سره ) لايمكن أن تكون هذه عقيدته في أصالة المال و فرعية القيم النبيلة ، و لكنه أراد أن يقرر أمرا واقعا ناقدا إياه بأسلوب عملي لا يقبل التجاهل و الإنكار . أقوال العلماء فيه : الشيخ سليمان الماحوزي : ( هو الفيلسوف المحقق ، الحكيم المدقق ، قدوة المتكلمين ، و زبدة الفقهاء و المحدثين ، العالم الرباني ، كمال الدين ميثم البحراني ، غواص بحر المعارف، و مقتنص شوارد الحقائق و اللطائف ، ضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية ، و إحراز قصبات السبق في العلوم الحكيمة و الفنون العقلية ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية و الأسرار العرفانية ، كان ذا كرامات باهرة و مآثر ظاهرة ، و يكفيك دليلا على جلالة شأنه ، و سطوع برهانه اتفاق كلمة أئمة الأمصار، و أساطين الفضلاء في جميع الأعصار على تسميته بالعالم الرباني. و شهادتهم له بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، و تنقيح المباني … الخ ). الحر العاملي : ( كان من العلماء الفضلاء المدققين متكلما باهرا .. يروي عنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس وغيره … ) . الشيخ فخر الدين الطريحي : ( شيخ صدوق ثقة ، له تصانيف منها " شرح نهج البلاغة "لم يعمل مثله ) . السيد حسن الصدر : ( الشيخ ميثم بن علي البحراني المعاصر للسكاكي صاحب " المفتاح " . كان علامة في العلوم العقلية و النقلية ) . وفاته : جاء تاريخ وفاة العلامة الشيخ ميثم البحراني بين سنة 679 هجرية و سنة 699 هجرية ( 1299 م ) ، حيث يذكر العلامة الطهراني في كتابه (الذريعة) أن سنة 699 هجرية هي الصحيحة لكونه ( قدس سره ) قد فرغ من شرحه الوسيط أو الصغير لنهج البلاغة ، كما ذكره في آخر الشرح سنة 681 هجرية مرجحا بذلك قول ( السيد النيسابوري اللكهنوي ) في كشف الحجب المطبوع سنة 1330 هجرية . مدفنه : دفن الشيخ ميثم ( قدس سره ) في قرية " هرته " بالماحوز في البحرين في شرق القرية و أول الطريق من جهة اليمن إلى أم الحصم ، حيث بني مسجد مشيد باسمه و يوجد به القبر و هو مزار مشهور حتى اليوم يؤمه الزائرون من مختلف الطوائف الإسلامية على السواء للتبرك و قراءة الفاتحة .كما أن بالمسجد مجموعه من قبور علماء البحرين البارزين وهو من أهم المزارات ، وقد شيد حديثا بناء جديد للمسجد و المقام قبل فترة من الزمن . المصادر :
هذه النبذه عن الشيخ ميثم من موقع مزارات الاولياء في البحرين |
|